قبل عدة عقود ماضية، لاحظ حضرة الشيخ آزاد رسول r ، شيخ هذه الطريقة الصوفية، أن كثيرًا من الناس يأتون لزيارة الهند سعيًا وراء التنوير والتقدم الروحي، إلا أنهم كثيرًا ما ينحرفون عن غايتهم أو يجدون أنه من الصعب اللقاء بمرشد روحي مُجاز وموثوق يمكنه أن يعلمهم مسائل الطريق الروحي المعقدة وبالغة الدقة.
ولأجل معالجة هذه المشكلة، أنشأ حضرة الشيخ آزاد رسول r معهد “البحث عن الحقيقة” في مدينة نيودلهي بالهند في عام ١٩٧٥م بموافقة شيخه، حضرة الشيخ المولوي محمد سعيد خان r.
يقوم المعهد على الإيمان الراسخ بأنه كما أن للذرة إمكانيات وقوى كامنة في داخلها فإن التكوين المادي الأكثر تطورًا – وهو الجسد البشري- لا بد أن يكون خزانًا لعجائب وقوى أعظم. إن البحث في هذا الكنز الرائع هو غاية معهدنا هذا. إن وجود القوى الباطنية في الكائن البشري ليست من نسج الخيال. يشير علم النفس الحديث، خصوصًا سيكولوجيا اللاوعي، إلى مثل هذه الآفاق من الطبيعة البشرية والتي يمكن أن تكشف عن حقائق وأسرار كثيرة مخفية في الذات البشرية. وعلى سبيل التوضيح، يمكننا أن نشير إلى اكتشافات كارل يونغ الذي كشف في بحوثه عن جوانب من الطبيعة البشرية مما جعل علم النفس الذي جاء به يقترب كثيرًا من العلوم الباطنية. لقد مهدت أعماله الطريق للباحث الحديث في مجالات العقل والدماغ من مثل روبرت أورنستين وآرثر ديكمان.
توفي حضرة الشيخ آزاد رسول r في السابع من نوفمبر من عام ٢٠٠٦. قضى الشيخ أكثر من خمس وخمسين عامًا من حياته يعمل بلا تعب لنشر رسالة التصوف حول العالم، وخاصة في الغرب. سافر الشيخ على طول الهند وعرضها بل ووصل إلى أستراليا وشرق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وله اليوم مريدون من جميع أنحاء العالم. واليوم يملك المعهد، تحت مسمى مدرسة التربية الصوفية، فروعًا حول العالم وينتسب إليه تلاميذ من دول بعيدة كالولايات المتحدة وكندا والبرازيل وروسيا واوزباكستان وأستراليا ونيوزيلاندا وبنغلاديش وباكستان وتركيا وبولندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا والسويد ومصر وتونس وإثيوبينا وماليزيا وسنغافورة وعُمان وقرغيزستان.
يستمر عدد السالكين الذين إنتفعوا من تعاليم الشيخ في التزايد، كما أن عمل الشيخ يتابع من خلال “معهد البحث عن الحقيقة” و”مدرسة التربية الصوفية”. وكما هو معروف في الطرق الصوفية، يستمر العمل بلا إنقطاع. واليوم، يقود الشيخ حامد حسن، نجل الشيخ آزاد رسول وخليفته، معهد البحث عن الحقيقة ومدرسة التربية الصوفية، ويأخذ البيعة ويرشد السالكين في طريق التصوف.
تقدم مدرسة التربية الصوفية إرشادًا في تدريس خمسة طرق صوفية، هي النقشبندية والمجددية والجشتية والقادرية والشاذلية، مع تركيز خاص على الطريقة المجددية.